بورصة الأوراق المالية

يمثل وجود سوق مال ثانوى منظم وكفء ، بورصة أوراق مالية ، هدفا لأغلب الدول التى تسعى للتطور حيث ادركت تلك الدول المزايا التى تعود على الاقتصاد القومى من خلال بورصة اوراق مالية تمكن من التخصص الأمثل لموارد المجتمع. وتوجد بورصات الاوراق المالية فى جميع بلدان العالم المتقدم ( مثل بورصة نيويورك ، بورصة باريس، بورصة طوكيو ) .

تعريف بورصة الأوراق المالية

هى سوق المال الثانوى المنظم الذى يتم من خلاله تداول الأصول المالية سواء كانت في شكل أسهم (عادية أو ممتازة) أو في شكل سندات (سندات حكومية أو سندات شركات).ولها مكان محدد  يجتمع فيه المصرح لهم بالتعامل فى الأوراق المالية خلال أوقات محددة (أيام وأوقات العمل فى البورصة). ويحكم التعامل مجموعة من التشريعات والنظم والقواعد التى تهدف الى تنظيم التعامل . ويعتبر سماسرة البورصة هم الأشخاص الوحيدين المصرح لهم بالتعامل فى الأوراق المالية داخل البورصة، ويقوم هؤلاء السماسرة بالشراء أو البيع بشكل معلن أمام جميع المتعاملين وفقا لنظام المزايدة .

وظائف بورصة الأوراق المالية

تضلع بورصة الأوراق المالية بوظيفتين أساسيتين هما نقل المخاطر وتحويل الانتظار.حيث تقوم البورصة من خلال عملية نقل المخاطر ،تحول المخاطر المرتبطة بالأصول المادية الى مخاطر مرتبط باصول مالية وكذلك تحول المخاطر من مخاطر كلية الى مخاطر محدودة. وفيما يلى توضيح كيف تقوم البورصة بذلك :

1- تحويل المخاطر Risk Transfer 

تمكن بورصة الأوراق المالية من تحويل المخاطر المرتبطة باصول مادية الى مخاطر مرتبطة بأصول مالية.حيث تمكن البورصة المنشآت من اصدار أدوات مالية بقيمة الأصول المادية، ويتم التعامل على هذه الأوراق المالية وتداولها بعيدا عن الأصول المادية. فمشترى الورقة المالية يأخذ فى اعتباره المخاطرة المرتبطة بهذه الورقة كاصل مالى. وغالبا فان مشترى هذه الورقة المالية قد لا يرى أو يذهب الى المنشاة المصدرة للورقة خلال مدة ملكيته لها، ومن ثم فهو يهتم بعائد ومخاطر الورقة المالية التى يملكها بناءا على اداء هذه الورقة فى بورصة الأوراق المالية وبشكل منفصل عن المنشاة .

وتقوم بورصة الاوراق المالية بتحويل المخاطر من مخاطر كلية الى مخاطر محدودة بطريقتين :

* يتحمل المستثمر قدر من المخاطرة بمقدار قيمة الأوراق المالية التى يملكها فقط .فاقصى خسارة يمكن ان يتعرض لها حامل الورقة المالية هو خسارة قيمة الورقة، سواء كانت سهم او سند .

* ان محدودية المخاطر تسهل على كل مستثمر اختيار حجم المخاطرة الذى يتناسب معه .فالمستثمر الذى يرغب فى الحصول على عائد أكبر ومستعد لتحمل مخاطر أكبر يستطيع الاستثمار فى السهم.أما المستثمر الذى يريد عائد ثابت ومحدد وفى مقابل ذلك لا يتحمل الا مخاطر محدودة فيستطيع الاستثمار فى السندات .

2- تحويل الملكية Ownership Transfer

تمكن بورصة الأوراق المالية المستثمر من بيع الأوراق الماية التى يملكها فى البورصة فى أى وقت وبدون انتظار تاريخ الاستحقاق فى حالة السند أو انقضاء أعمال المنشأة فى حالة السهم . وهذا يشجع المستثمر على الاكتتاب فى الأوراق المالية المختلفة التى تصدرها المنشآت وبما يمكنها من الحصول على التمويل الذي تحتاجه. ومن خلال هذه الوظيفة يتغير ملاك المنشأة ودائنيها من وقت لآخر دون إنقضاء الشركة .

نظام العمل ببورصة الأوراق المالية

ان بورصة الأوراق المالية عبارة عن سوق ثانوى منظم لتداول الأوراق المالية يعمل وفق نظام معين وفى اطار قواعد محددة. وسنوضح فيما يلى نظام العمل فى البورصة .

1- صالة التداول

تمثل صالة التداول او قاعة التداول المكان المخصص داخل بورصة الأوراق المالية الذى تتم فيه عمليات التداول . فى الماضى كان التداول المنظم يقتصر على صالة التداول . ولكن مع تطور الحاسبات الآلية ونظم الاتصال أصبح من الممكن ان يتم التداول عن طريق التواجد المادى لوسطاء التبادل فى قاعة التدوال أو عن طريق النهايات الطرفية للحاسبات الآلية الموجودة فى شركات وسطاء التداول المتصلة بنظام الحاسب الآلى الرئيسى الموجود ببورصة الأوراق المالية والذى توجد شاشات خاصة به ايضا فى صالة التداول. وبالتالى فان اى عملية تتم فى القاعة مباشرة أو باستخدام النهايات الطرفية فانها تعرض على شاشات الحاسب الموجودة فى قاعة التداول حتى يمكن العلم باصفقات التى تتم وقت حدوثها .

2- سماسرة البورصة

طبقا للقواعد المنظمة للعمل فى بورصة الاوراق المالية ،لا يستطيع المستثمر بشكل مباشر أو بنفسه القيام ببيع أو شراء الأوراق المالية .وحتى يستطيع المستثمر اجراء عمليات البيع أو الشراء للأوراق المالية يجب ان يتم ذلك من خلال وسيط معتمد ومصرح له بالتعامل فى بورصة الأوراق المالية وهذا الوسيط يطلق عليه سمسار البورصة. ولا يحق لسمسار البورصة شراء أو بيع الأوراق المالية لنفسه ضمانا لحيادته ويعاقب على ذلك لدرجة انه يمكن ان يسحب منه ترخيص مزاولة ويشطب من سجلات سماسرة البورصة .

ويمكن توضيح الوظائف الأساسية لبيوت السمسرة فى البورصات العالمية فيما يلى :

* شراء وبيع الأوراق المالية 

* القيام نيابة عن العملاء باداء الأنشطة التالية :

 ارسال الأوراق المالية الى الشركات لتسجيل اسم المشترى الجديد.
تحصيل الكوبونات الخاصة بالأوراق المالية.
الاتصال بالجهات المختلفة لتسليم الأوراق المالية للعملاء.
الاكتتاب نيابة عن العملاء فى الاصدارات الجديدة.
الاتصال بالجهات المختلفة لاستبدال الأسهم القديمة باخرى جديدة.
القيام بالكشف عن السندات ذات النصيب أو التى تستهلك.
تيسير عمليات البيع والشراء للعملاء عن طريق استخدام التفويض.
فتح حسابات جارية للعملاء

3- أسلوب تداول الأوراق المالية

يقوم كلا من بائع ومشترى الأوراق المالية باعطاء اوامره للسمسار الخاص به. وتتم عملية التبادل اذا تم الاتفاق بين كلا السمسارين على السعر ومن ثم تتم عملية التداول باحدى طريقتين :

التفاوض

وطبقا لهذه الطريقة يتم الاعلان من قبل كل سمسار عن أسعار عرض الأوراق (سعر البيع) والطلب على الأوراق (سعر الشراء) للوصول الى اتفاق على سعر التنفيذ ومن مزايا هذه الطريقة انها تمكن من تحديد السعر العادل للورقة .

المزايدة :

بمقتضى هذه الطريقة، يتم التزايد على السعر حتى يتم الاتفاق على احسن عرض لتنفيذ الصفقة من وجهة نظر المشترى (أقل سعر) او البائع (أعلي سعر). ويتم اعلان الأسعار الخاصة بصفقات الأوراق المالية بشكل واضح للجميع.وتظهر العمليات التى تم تنفيذها ضمن حجم التداول ليوم العمل فى بورصة الأوراق المالية .

4- ادارة البورصة

الهيئة المشرفة على البورصة هى التى تتولى ادارة البورصة. وهى عبارة عن مجلس ادارة البورصة الذى ينتخب من بين سماسرة البورصة بالاضافة الى أعضاء يمثلون المؤسسات المالية. وتقوم هذه الهيئة بالاشراف على تطبيق قوانين البورصة التى تنظم كل ما يتعلق باجراءات التداول فى صالة التداول،وشئون السماسرة وعملياتهم وطرق التداول.وتختص الهيئة المشرفة على البورصة بما يلى:
الرقابة على السوق الأولى (سوق الاصدار).
الافصاح المالى للمستثمرين عن العمليات المالية الخاصة بالشركات المقيدة بالبورصة والتى يمكن ان تؤثر على وضعها المالى.
الرقابة على عمليات التداول.
الرقابة على التعامل داخل البورصة.

المتعاملون فى الأوراق المالية

يختلف المستثمرين عن بعضهم البعض من حيث أهدافهم الاستثمارية. ويمكن تصنيف المستثمرين وفقا لحجم العائد المتوقع لكل منهم، ومن حيث درجة المخاطرة التى يمكن ان يتحملها كل منهم ، الى الأنواع التالية :

1- المستثمر العادى Informed Investor

هو ذلك المستثمر الذى يريد أن يحقق العائد المتوسط السائد فى السوق ويخشى المخاطرة، فهو ليس مضارب أو متلاعب بالأسعار، فهو مستثمر يريد تنمية موارده الخاصة لتحقيق رفاهية أكبر له ولأولاده فى المستقبل.
ويمثل المستثمر العادى الغالبية العظمى للمستثمرين فهو صلب سوق المال الأولى والثانوى، تساهم مدخراته بشكل أساسى فى توفير التمويل اللازم لمنشآت الأعمال فى أى مجتمع ومن ثم فان حماية هذا المستثمر تمثل هدفا أساسيا عند تنظيم سوق المال لأن هذا المستثمر لا يستطيع القيام بدراسة الأوراق المالية فهو دائما فى حاجة الى نصيحة الاستثمار كما انه لا يتوافر لديه المعرفة بنوعية الأوراق المالية الموجودة فى سوق معين والاختلافات فيما بينها حتى يستطيع اتخاذ قراراته بشكل سليم .

2- المستثمرون المحترفون Sophisticated Investors

ويهدف هذه النوع من المستثمرين الى تحقيق عائد أعلي من متوسط العائد السائد في السوق وفى سبيل ذلك يتحمل هذا النوع من المستثمرين درجة مخاطر مرتفعة عند الاستثمار فى الأوراق المالية. وهذا النوع من المستثمرين يجيد عمليات التحليل المالى، سواء أساسى أو فنى والتى تمكنهم فى بعض الأحيان من التفوق على باقى فئات المستثمرين ومن ثم يتمكنون من تحقيق ارباح أعلى من متوسط الأرباح السائد في السوق .

3- المضاربون Speculators

المضاربون الهواة لهم نفس أهداف وتطلعات المضاربون المحترفون غير انهم لا يمتلكون الأدوات التى تمكنهم من التفوق على أداء السوق،لعدم قدرتهم على دراسة السوق والتنبؤ باتجاهاته ونتيجة لذلك يتخذون قرارات عشوائية قد تصيب احيانا ولكن فى الأجل الطويل يخرجون من السوق، لتحقيقهم خسائر تفوق احتمالهم.وبالتالى فان وجودهم فى السوق تواجد قصير الأجل .

4- المتلاعبون بالأسعار Manipulators

هم مضاربون ذوي قدرات مالية كبيرة يهدفون الى تحقيق أرباح من خلال التأثير على إتجاهات السوق لتحويلهافي اتجاهات تحقق مصلحتهم ، وبحيث لا يعبر سعر السهم عن قيمته الحقيقية.فيشترون الاسهم بأقل من قيمتها أويبيعونها بأعلى من قيمتها الحقيقية و ذلك علي حساب المستثمر العادى. وتقوم هيئة سوق المال المشرفة على البورصة المصرية باتخاذ الوسائل التى تحد من نشاط المتلاعبين بالأسعار لتقليل الآثار السلبية لممارستهم .

5- صناع السوق Market Makers

صانع السوق هو أحد المتعاملين في سوق الأوراق المالية (غالبا مؤسسة إستثمارية) و له إهتمام خاص بأعمال إحدي الشركات المتداول أسهمها في سوق الأوراق المالية ويملك قدر كبير من هذه الأسهم. ويقوم صانع السوق بتحديد حد أقصي وحد أدني لسعر السهم بحيث يقوم بدور الشاري لكل بائع لا يجد مشتري كما يقوم بدور المشتري لكل بائع لا يجد مشتري وذلك للحفاظ علي سعر السهم وحماية المستثمرين من تحمل خسائر غير عادية كما يمنع المضاربين من تحقيق أرباح غير عادية. ولا يوجد أكثر من صانع سوق لنفس السهم ويتم الترخيص لصانع السوق من جانب الجهة التي تتولي الرقابة علي السوق للقيام بهذا الدور .

اترك تعليقا